عبد اللطيف مشرف قسم
عدد الرسائل : 171 العمر : 39 البلد : الجزائر الوسام : الشكر : 3 تاريخ التسجيل : 21/10/2008
| موضوع: نبضات قلب ميت ( قصة واقعية من حلب ) الجمعة 24 أكتوبر 2008 - 14:07 | |
| سأحكي لكم قصة واقعية تحاكي الخيال بغرابته و الحياة بقسوتها و الانسان بظلمه قصة جعلت من الانسان عظيما في شيئين العدل و الظلم , الحب و الكره , الشوق و النسيان , الصمود و الانقهار , العزة و الذل . قصة جعلت من بطلتها رمزا لا يفهمها سوى البشر , لا يفقهها سوى البشر , لا تروى سوى البشر . قصة ابكت الجميع و ابكتنا , و لكنها و لسخرية القدر اسعدت الطغاة منا , اسعدت البلهاء فينا , اسعدت الذليلون بيننا . قصة تحاكي الواقع و كم تمنيتها لو انها خيال , كم تمنيتها لو انها حدثت في زمن غير ز مني , و مكان غير مكاني , و لشخص غير تلك الفتاة . جرت احداث القصة في احدى قرى حلب البعيدة , حيث الجهل اعمت الباصرين , و الفقر اذلت قاطنيها في بيت سكنتها فتاة مع ابيها و امها و اخيها , كانت تدرس على امل ان تنجح و ترفع راس ابيها عاليا و تعز امها بشهادتها و تجاري اخاها في الجامعة . كانت تجهل و هي فتاة من تلك القرية مدى جهل اهلها , و دناءة نفوسهم , و حقد قلوبهم , و قسوة طباعهم على البنات ( كل بناتهم ) . كانت تجهل ان اهالي القرى لا تسمح للبنات بالدراسة , و لا تفخر بالفتاة الناجحة , و لا تعتز بالفتاة ذات الشهادة . فالدراسة مضيعة للوقت لفتاة حياتها لا تكتمل اذا لم تتزوج , فالدراسة عيب لا يجب ان تتقربه الفتيات , فالدراسة نجس حرم ان يلمس قلوب الفتيات , فالدراسة طعن في الشرف , و ما ابعد الشرف عن ظمائر اولئك الجهلة , فالدين اوصاهم ان لا تخرج الفتاة و تتعلم , و هو الذي ( سبحانه و تعالى ) اولى آياته كانت أقرأ . المهم اكملت الفتاة دراستها الابتدائية و الاعدادية و الثانوية بفضل الله و هي لا تتدري كيف , و عند صدور النتائج المبشرة بنجاحهها , زفت لاهلها نبأ نجاحها , سعيدة بتفوقها , معتزة بجهدها . نظرت الى الاب فوجدته سعيدا , نظرت الى الام فوجدتها سعيدة , نظرت الى الاخ فوجدته يسألها بنظراته لما فرحك الى هذا الحد يا أختاه ؟ أجابته دون ان يسألها لم لا تفرح معي ؟ لما لا تشاركني سعادتي ؟ يا أخي ؟!!!!!!!! أجابها : و الان ماذا ؟ سألته : ماذا ؟ نظر الى الاب و سأله ألن تخبرها ؟ أجاب الاب و الفرحة لم تفارق شفتاه : بلا أسمعي يا بنت لقد خطبك مني الاستاذ *** البارحة و انا وافقت يلا سعادتي بك يا بنيا خطبك لعلمك و ادبك و لانك الفتاة الوحيدة التي لها شهادة بكلوريا . كانت الصاعقة على رأس الفتاة بل كارثة و اخذت تردد كلام ابيها خطبني و وافقت متى ؟ و كيف ؟ لماذا و لمن ؟ و عندما عادت الى رشدها استجمعت قواها و نفظت قطرات الدمع من على عينيها و قالت لابيها : ابي اريد ان اكمل الدراسة في الجامعة مع أخي أمي اريد ان اصنع قدري بنفسي لا ان تصنعوها لي , اريد ان ارسم حياتي على و رقي لا اوراقكم اخي اريد ان اكون انسانا حر لا صورة لانسان فكان الجواب ان صفعها الاب و شتمها الاخ و بكت عليها الام تركوها مذلولة في المطبخ في غرفتها مكسورة الجناح , مذلولة النفس و هيهات ان تذل , مجروحة الفؤاد , و لكنها لم تستسلم . بقيت صامدة . و في اليوم التالي ذهبت الى بيت عمها لعله يساعدها في محنتها , بقيت هناك ظناً منها ان المشكلة ستحل مرت الايام و الاسابيع دون رد و بعد شهر من الفراق بعث الاب لها رسالة مفادها انه متبري منها ليوم الدين و ان كل من يحويها او يساعدها فستحل عليه اللعنة ايظا . و هكذا ساند العم اخاه لانه الاقوى , الاولى , الاعدل .................... و طرد الفتاة من البيت طرد ابنة اخيه لانه شريف , طرد الكلب الذي دنس شرف العائلة . الى اين ستذهب ............. سألت نفسها غير نادمة و لكن حزينة على قسوة الاهل , على جهل الاب , و ظلم الاخ , و ضعف الام . ذهبت الى قرية مجاورة لقريتهم و هناك مكثت في بيت خراب لا يصلح حتى مأوى لكلاب الطرق ان تسكنها , عملت في البيوت و سجلت في الجامعة . و لسخرية القدر مرة أخرى ( و اكثر ما يسخر القدر منا ) كانت بجوار اخيها في المحاظرات , تراه و يراها , تتدنو منه فيتجاهلها , تنظر اليه فيصدها . تنظر اليه و هي تريد لو انها تستطيع ظمه و السؤال عن اخبار ابيها و امها و هو ينظر اليها و هو يريد لو ان في استطاعته قتلها و التبري منها . لم يكن يساعدها في الجامعة فهي في نظره الفتاة داعرة و هو الشريف , فهي الفتاة النجسة و هو الطاهر , و لدنأة نفسه كان يخبر الاب و الام بان اخته تصادق الشباب من كل صنف و لون حتى ان العميد يحاول ان يفصلها من الجامعة لاعمالها المشبوهة . زاد الحقد في قلب الاب , و الحسرة في قلب الام , ماذا سيفعلان ...............................؟ المهم اكملت الفتاة نجاحها أمام أخفاقات اخيها ليزداد الكره منها و هي لا تدري كان الكل يعرف قصة الفتاة و انا واحدة منهم , كان الجميع يساعدها في الجامعة و السكن الجامعي محاولين بذلك التعويض و لو بقليل عن ما لحق بها من اذى و كم بات محاولاتنا بالفشل في السنة الثالثة اصيبت الفتاة بازمة قلبية بسبب نفسي هذا ما اخبره الاطباء لمشرفي السكن الذين اسعفوها من احدى المحاظرات امام ناظري اخيها , الجميع دعا لها بالشفاء و هو دعا لها بالموت ظلت صحة الفتاة في تارجح مستمر مابين الحياة و الموت , ما بين الشقاء و النجاة . حاول المشرفون و الاصدقاء حل الموضوع و مصالحة الاهل و لكن هيهات كيف لهم ان يعترفوا بمجرمة قتلت شرف العائلة , سحقت كبرياء عائلة , باعت دين امة . في اي عالم هم , من اي عالم هم , سؤال راود كل صديق و مشرف ..................ز باءت جميع المحاولات بالفشل و بقيت الفتاة اسيرة احزانها , سجينا دموعها , ارادت ان ترى ابيها فأبى , اردات ان تحظن امها فأبت , أرادت ان تشكو لاخيها فابى . ارادت ان تعود لاهل قريتها فأبوا . ظلمها الاب و الام و الاخ و الاهل . و بعد سنة بعد طول عذاب و شقاء جاء الفرج بعد سنة من الياس و البؤس جاء الفرج بعد سنة من القهر جاء الفرج ماتت الفتاة ........................ ماتت بعد ان كتبت قصة الحب و الكره ماتت و هي تحكي قصة الحياة و الموت خرج الجميع في جنازتها ............................ و خرج أهلها معنا في عرسهم دفنت في بقعة بعيدة عن الديار كشجرة نبذتها الغابة , كطير نبذه السماء , كقطرة ماء تبرء منه البحر و هيهات ان يكونوا البحر حزنا عليها ...........حزن الجميع .................. سكت الاب ......تنهدت الام ........فرح الاخ..........
النهاية أرجو أن تفهموا القصد من وراء كتابة هذه القصة و تدعوا لها و لروحها الطاهر بالرحمة | [/url
| [url=http://www.up1up2.com/up4/index.php?do=10033] | |
|
المدير مدير المنتدى
عدد الرسائل : 613 العمر : 43 البلد : عربي الوسام : الشكر : 21 تاريخ التسجيل : 12/08/2008
| موضوع: شكرا شكرا الجمعة 24 أكتوبر 2008 - 18:32 | |
| | |
|
said مشرف قسم
عدد الرسائل : 394 العمر : 42 البلد : الجزائر الوسام : الشكر : 0 تاريخ التسجيل : 25/08/2008
| موضوع: رد: نبضات قلب ميت ( قصة واقعية من حلب ) السبت 25 أكتوبر 2008 - 2:23 | |
| | |
|