من أروع القصائد في الرثاء

القصيدة من روائع الشعر العربي القديم ومن اعظم قصائد الرثاء في أدبنا العربي وهي تقف مع روائع الأدآب العالمية في صف واحد ... قائلها هوحكيم العربية وشاعرها الكبير وفيلسوفها الناقد ، أحكم الشعراء بعد المتنبي هو / ابي العلاء المعري (363ــ449هـ)



غير مُجد في ملتي واعتقادي = نوح باكٍ ولاترنم شــاد
وشبيه صوت النعي إذا قيــــس = بصوت البشير في كل ناد
أبَكَتْ تلكمُ الحمامة أم غنت = على فرع غصنها الميــاد
صاح هذي قبورنا تملأ الرحب = فأين القبور من عهد عاد
خفف الوطء ماأظن أديم الأرض = إلا من هذه الأجســــــاد
وقبيح بنا وإن قدم العهــــــــد = هوان الآبـــاء والأجداد
سر أن استطعت في الهواء رويدا = لا اختيالا على رفات العباد
رُبَ لحدٍ قد صار لحدًا مراراً = ضاحك من تزاحم الأضــداد
ودفين على بقـــــــــايا دفين = في طويل الأزمان والآبــاد
فاسأل الفرقدين عمن أحســا = من قبيل وآنســــا من بلاد
كم أقاما على زوال نهــــــار = وأنـــــارا لمدلج في ســـواد
تعب كلها الحياة فمـــــا أعجب = إلا راغـــــــب في ازديــــاد
إن حزنا في ساعة الموت أضعاف = سرور في ساعة الميلاد
خلق الناس للبقــــــــــــاء فضلت = أمة يحسبونهم للنفــــاد
إنما ينقلون من دار أعمال = إلى دار شقوة أو رشــــــاد