maamarz مشرف قسم
عدد الرسائل : 204 البلد : الجزائر الوسام : الشكر : 9 تاريخ التسجيل : 15/08/2008
| موضوع: وهكذا تكون عاقبة الظلم الإثنين 6 أكتوبر 2008 - 23:20 | |
| روى التميمي قال : حدثني الثقة عن محمد بن وهب قال : كنت مؤذنا للمتوكل بالله قبل أن يلي الخلافة فلما وليها أنزلني في حجرة من حجره الخاصة ، فجلس ذات يوم في مجلسه الذي كان يسمى المربع وقام ودخل بيتا له من قوارير سقفه وحيطانه وأرضه وقد أجري فيه الماء يعلو على البيت وأسفله وحيطانه ينقلب فيه يراه من هو داخل كأنه جالس في جوف الماء ، وقد فرش له من قباطي مصر ومساندها ومخادها الأرجوان ، فدخل فجلس في مجلسه وجلس عن يمينه الفتح بن خاقان ، وعبيد الله بن يحيى بن خاقان وعن يساره بغاء الكبير ووصيف وأنا واقف في زاوية البيت اليمنى مما يليه وخادم بعضادة الباب واقفا إذ ضحك المتوكل ولزم القوم سكوتا فقال : ألا تسألوني مما ضحكت ؟ قالوا مما ضحك أمير المؤمنين أضحك الله سنه؟ قال أضحكني أني كنت ذات يوم واقفا على رأس الواثق بالله وقد قعد الخاصة في مجلسي هذا الذي أنا فيه جالس وأنا قائم إذ قام من مجلسه حتى جاء فدخل البيت الذي أنا دخلته فجلس في مجلسي هذا ورمت الدخول إليه فمنعت فوقفت حيث الخادم واقف فجلس ابن أبي دؤاد في مجلسك يا فتح ، وجلس محمد بن عبد الملك الزيات في مجلسك يا عبد الله ، وجلس إبراهيم بن إسحاق في مجلسك يا بغاء ، وجلس نجاح في مجلسك يا وصيف ، فقال الواثق : بالله لقد فكرت فيما دعونا الناس إليه من أن القرآن مخلوق وبسرعة إجابنا من أجابنا وشدد خلاف من خالفنا حتى حملنا من خالفنا على السوط والسيف والضرب الشديد والحبس الطويل فلم يرعه ذلك ولم يرد إلى قولنا ، فوجدت من أجابنا رغب فيما أيدينا فأسرع إلى إجابتنا رغبة فيما عندنا ، ووجدت من خالفنا منعه ورعه من إجابتنا فصبر على ما ناله من الضرب والقتل والحبس فوالله لقد دخل في قلبي من ذلك أمر شككت فيه وفي محنة من نمتحنه وعذاب من نعذبه في ذلك حتى لقد هممت بترك ذلك والخوض في الكلام فيه ، ولقد هممت بالنداء بذلك ، وأكف الناس بعضهم عن بعض فبدأ ابن دؤاد فقال : الله الله يا أمير المؤمنين أن تميت سنة قد أحييتها وأن تعطل دينا قد أقمته فلقد جهد الأسلاف من قبلك فما بلغوا فيه ما بلغت فجزاك الله عن الإسلام خيرما جزى أولياءه ، فأطرق ساعة مفكرا في ذلك الأمر ينقض عليه قوله ويفسد عليه مذهبه ثم قال : والله يا أمير المؤمنين إن هذا القول الذي نحن عليه وندعوا الناس إليه لهو الدين الحق الذي ارتضاه الله لأنبيائه ورسله وبعث محمدا صلى الله عليه وسلم به ولكن الناس عموا وصموا عن قبوله ، فقال الواثق : فإني أريد أن تعاهدوني على ذلك ، فقال ابن أبي داؤد : ضربه الله بالفالج في دار الدنيا قبل الآخرة إن لم يكن ما قال أمير المؤمنين حقا من أن القرآن مخلوق ، وقال إبراهيم ابن إسحاق : وإلا فأنتن الله ريحه في دار الدنيا حتى يهرب منه كل قريب وحميم إن لم يكن ما يقول أمير المؤمنين حقا من أن القرآن مخلوق ، قال : فدخل عليهم نجاح وهم في ذلك فأخذوه على البديهة فسألوه عن ذلك فقال : يغرقه الله في البحر إن لم يكن ما يقول أمير المؤمنين حقا من أن القرآن مخلوق ، قال الواثق : فأحرق الله يديه في نار الدنيا قبل الآخرة إن لم يكن ما يقول أمير المؤمنين حقا من أن القرآن مخلوق ، قال المتوكل : أخبرت أنه لم يدع أحد منهم على نفسه إلا استجاب الله دعوته في نفسه ، فأما بن أبي دؤاد فضربه الله بالفالج ، وأما ابن الزيات فإنه أقعد في تنور حديد وسمرت يداه بمسامير من حديد وأما إبراهيم بن إسحاق فإنه مرض مرضه الذي مات منه , وأقبل يعرق عرقا منتنا حتى هرب منه الحميم والقريب فكان يلقى عليه في النهار عشرين غلالة ويؤخذ منه مثلا لحرقة فيرمى بها في الدجلة لا ينتفع بها من شدة نتنها ، وأما نجاح فإنه ابتنيت عليه ذراعا في ذراعين حتى مات فيه ، وأما الواثق فإنه كان رجل يحب النساء ويكثر الجماع ، فوجه يوما إلى ميخائيل المطبب فدعا به فدخل عليه وهو نائم في مستسرق له وعليه قطيفة خز فوقف بين يديه فقال له : يا ميخائيل ابغ لي دواء يزيد في الباءة ، فقال له : يا أمير المؤمنين بدنك فلا تهده ، فإن كثرة الجماع يهد البدن لا سيما إذا تكلف الرجل ذلك ، فاتق الله الذي إليه مصيرك في بدنك ، وابق عليه فليس بذلك عوض فقال : لا بد منه ورفع القطيفة عنه فإذابين فخذيه وصيفة قد ضمها إليه كأنها فلقة قمر فقال : ويلك من يصبر عن مثل هذه فقال له : ولا بد لك من ذلك ، فعليك بلحم السبع فخذ منه قدر رطل ويغلي لك غلبات بخل خمر عتيق فإذا جلست على شرابك أمرت فوزن لك منه ثلاثة دراهم فتنتقل به على شرابك في ثلاث ليال فإنك تجد فيه بغيتك واتق الله في نفسك ولا تشرب منه ولا يجوز لما أمرتك به ، قال : فلهى عنه أياما فبينما هو ذات ليلة جالس على شرابه وذكره فقال : علي بلحم السبع الساعة فأخرج له سبع من الجبوذبح من ساعته ، فأخذ من لحمه ثم أمر فأغلي له بخل وقدم له وأقبل ينتقل به على شرابه ، فأتت الأيام والليالي واستسقى منه بدنه فأجمع الأطباء أن لا دواء له إلا أن يسجر له تنور بحطب زيتون حتى يمتلئ جمرا ، فإذا امتلأ جمرا أخرج من جوفه وألقي على ظهره ثم يحشي في الرطبة يعني القصب ويقعد فيه ثلاث ساعات من النهار ، فإذا استسقى ماء لم يسقه منه فإذا مضت ثلاث ساعات كوامل أخرج منه وأجلس جلسة منتصبة نحو ما أمروا به فإذا أصابه ريح الهواء ووجد لذلك ألما شديدا وطلب أن يرد إلى التنور لم يرد إليه حتى تمضي ساعتان من النهار وإذا مضى ساعتان من النهار جرى ذلك الماء من بدنه وخرج من مجرى البول ، وإن أسقي ماء أورد إلى التنور كان تلفه منه ثم إنه أمر له بتنور واتخذ له وسجر بحطب الزيتون حتى امتلأ جمرا ثم أخرج منه وجعل على ظهره وحشي بالرطبة وأعري وأجلس فيه فأقبل يصيح ويستغيث ويقول : أحرقتموني اسقوني ماء ، وقد وكل به من يمنعه من الماء فلا يدعه أن يقوم من موضعه الذي أقعد فيه ولا يتحرك فتنفط بدنه كله وصار نفخات مثل البطيخ وأعظم ، فتركوه على حاله إلى أن مضت له ثلاث ساعات من النهار ثم أخرج وقد كاد أن يحترق أو يقول القائل في رأي العائن أنه محترق فأجلسه المتطببون لما وجد روح الهواء أقبل إليه الألم والوجع وأقبل يخور كما يخور الثور يقول ردوني إلى التنور فاجتمع نساؤه وخاصته فلما رأو ما به من شدة الألم والوجع وكثرة صياحه فرجو أن يكون فرجه في أن يرد إلى التنور فلما وجد مس النار سكن صياحه فتفطرت النفخات التي خرجت من بدنه وخمدت وبرد في جوف التنور فأخرج من جوف التنور محترقا أسود كأنه الفحم فلم تمض به ساعة حتى مات ، ونعوذ بالله من سخطه وعذابه في الدنيا والآخرة (من كتاب عقائد الثلاث والسبعين فرقة ص 406 – 413) | |
|
المدير مدير المنتدى
عدد الرسائل : 613 العمر : 43 البلد : عربي الوسام : الشكر : 21 تاريخ التسجيل : 12/08/2008
| موضوع: شكــــــــــــرا الإثنين 6 أكتوبر 2008 - 23:31 | |
| | |
|